دَع النَّدامةَ لا يذهب بك النَّدَمُ
ابن معصوم –
فَلستَ أَوَّلَ من زَلَّت به قَدمُ
هيَ المَقاديرُ والأَحكامُ جاريةٌ
وَللمهيمن في أَحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقيةٍ
هَيهات لا نعمٌ تَبقى ولا نِقمُ
Poetry
كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر *** ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ
أبو الطيب المتنبي –
كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها *** فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ
والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُها *** في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ
يَسرُّ مُقلَتَهُ ما ضرَّ مُهجَـتَهُ *** لا مرحباً بسرورِ عادَ بالضـررِ
للناس ظاهر والمظاهر تخدع
فلا تحكمنَّ بالذي ترى وتسمع
فرُبَّ باكٍ ودمعهُ مُزيف
ورُبَّ باسمٍ وقلبُه يدمعُ
.
ورُبَّ ذو شهرةٍ تلقاه وحيداً
ورُبَّ بسيط من صحبه لا يُقطع
ورُبَّ غني تَعِسَ بماله
ورُبَّ فقير باللقمة يستمتع
.
ورُبَّ صحيح وفكره عليل
ورُبَّ عليل وعقله مجمع
ورُبَّ هزيل في صدره أسد
ورُبَّ جسيم من قطه يفزع
.
ورُبَّ حسناء حَوَتْ كل المفاتن
وعقلها في جيب حقيبتها يقبع
فليس كل ما ترى دل علي الورى
فالعين ترى لكنها لا تتوقع
.
عاشر الناس لتدرك أصلها
فحقيقة المرء بالعشرة تسطع
قد كنتُ مثلَكِ في العشرينَ فاتنةً
حسام الدين جلول –
جميلةَ الوجهِ مثلَ البدرِ إنْ طلعا
ممشوقةَ القدِّ والأنظارُ ترمقني
مُحْمَرَّةَ الخَّدِّ كالتّفّاحِ إنْ يَنَعا
الشّمسُ كانتْ قُبَيْلَ الفجرِ تسألُني
ألا أغطّي خيوطَ النّورِ إنْ سطعا
أسكرتُ مِنْ حُسْنيَ الفتّانِ أفئدةً
ما جرّبتْ قَطُّ إلا الدِّينَ والورعا
ستّونَ مرّتْ وصرتُ اليومَ عاجزةً
والدهرُ يحصدُ مافي الرأسِ قد زَرعا
أمشي وعكّازيَ الملعونُ يُمسِكُني
والعجزُ عمَّ وكلُّ الخوفِ أنْ أَقعا
الكلُّ يفنى و يبقى اللهُ خالِقُنا
فهو الذي أعطى وهوَ الذي منعا